الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

الرسوم الكارتونية



الرسوم الكارتونية  

استخدام الرسوم الكارتونية لتصحيح التصورات البديلة
         طور استخدام الرسوم الكارتونية من قبل برندا كو و ستيورات نايلر، ويستخدم  في كثير من المدارس للتعرف و اكتشاف أفكار المتعلمين و مفاهيمهم العلمية  في مجال العلوم ومعرفة الفهم العلمي لديهم من خلال الرسوم الكارتونية  ، ومن خصائص الرسوم الكارتونية أنها يمكن أن تعبر عن الكثير من فهم المتعلمين للمفهوم , فتبين لنا الرسوم أفكارهم على خطأ أو على صواب.

 مثلا يقدم المعلم رسوم كارتونية عن شخصيات أو أحداث أو أشياء و يطلب من المتعلمين كتابة تعليقات قصيرة بصيغة حوار بين الشخصيات الكارتونية  , أو تكون الرسوم مجهزة بحوارات قصيرة  عن شخصيات كارتونية فيها حوار مثلا عن (الشمعة ) هل يذوب الشمع في الماء البارد , لماذا ؟  شخصية كارتونية تجيب بأنه لا يذوب  نسأل لماذا؟ و من يتفق مع الشخصية في هذه الفكرة من باقي المتعلمين , و إذا الإجابة نعم من يتفق معه قد يرغب البعض منهم بكتابة الأسباب من وجهة نظره , قد يعتقد بعض المتعلمين أن الشمع ممكن أن يذوب في الماء البارد أو لا يذوب إلا من خلال حرق الشموع فقط أي لا يمكن أن يذوب بالماء الحار أو عند تقريبه من مصدر حراري آخر أو بمذيبات أخرى .

        ولذلك يجب أن يقوم المعلم بمساعدة المتعلم على اختبار الفكرة , وإذا ببساطة اخبر المعلم  المتعلمين بالجواب الصحيح فهذه  ليست الطريقة المناسبة لتطوير المفاهيم العلمية أو تصحيح التصور البديل لديهم إذ يجب تشغيل المتعلمين بتجربة توضح لهم متى يذوب الشمع (مع المحافظة على سلامتهم في إثناء الاشتغال بمثل هذه التجارب ) لكي يستنتجوا الإجابة الصحيحة ويتم تصحيح التصور البديل, فالمتعلمين يحتاجون إلى تجربة ما يحدث بأنفسهم , و بعد تشغيل المتعلمين في إجراء التجربة يتيح لهم العمل معرفة ما إذا كانت أفكارهم  صحيحة أو خاطئة فالأفكار الخاطئة يصعب تغييرها فقد يتمسك بها المتعلم و كذلك بعض البالغين وهذا ما أشارت إليه النظرية البنائية  أن البنية المعرفية المتكونة لدى المتعلم تقاوم التغير بشكل كبير إذ يتمسك المتعلم بما لديه من معرفة مع إنها قد تكون خاطئة ويتشبث بهذه المعرفة لأنها تقدم له تفسيرات مقنعة له ويستدعي ذلك من المعلم الاهتمام باختيار العديد من التجارب والنشاطات التي تؤكد صحة معطيات الخبرة ويتبين الخطأ في الفهم إن كان موجودا عند المتعلم  فمن خلال اشتغاله بالتجربة يمكن تغيير التصور البديل,  وإذا كان صحيحا يمكن تطويره و تدعيمه فيزداد ويتعمق الفهم الصحيح للمفهوم .


المصدر : ياسين واثق عبد الكريم ، راجي زينب حمزة (2012) المدخل البنائي نماذج واستراتيجيات في تدريس المفاهيم العلمية ، دار الكتب و الوثائق ، بغداد
.