يعني الأهداف المتوخاة من تعلم المحتوى و الأنشطة التعليمية التعليمة التي ستوصل هذا المحتوى إلى المتعلم و التقويم إضافة إلى المعلم والمتعلم والظروف المحيطة بهما .
أسس بناء المنهج
اسس بناء المنهج هي المؤثرات كافة التي تتأثر بها عمليات المنهج في مراحل التخطيط والتنفيذ والتقويم و التطوير التي تعد المصادر الرئيسة للأفكار التربوية التي تصلح أساسا لبناء المنهج.
|
أولا : الأساس الفلسفي
الفلسفة حب المعرفة والوصول إلى الحقيقة استناداً على مجموعة من المبادئ والقيم فان محصلتها النهائية تكون متمثلة بتكوين وجهة نظر أو رأي في قضايا جوهرية" .
لقد حاول الإنسان منذ فجر التاريخ أن يعنى بأسرار الطبيعة والكون عن طريق الملاحظة والتأمل والتحليل أو يفسر الأشياء على أساس وجود قوى خارقة أو على أساس المنهج ألإلهي أو على أساس القضايا الوجودية لذلك تكونت فلسفات عديدة لها انعكاساتها على المناهج و الأهداف والتربوية لذلك أن فهم فلسفة المجتمع مسالة غاية في الأهمية كون المنهج يجب أن يكون متسقا ومتوافقا مع هذه الفلسفة ومدعما لها ما دامت تعبر عن نظرة المجتمع و أرادته في الحياة.
وبما أن المدرسة هي إحدى المؤسسات التربوية الاجتماعية التي تعمل على خدمة المجتمع عن طريق تنفيذ مناهج مصاغة في ضوء فلسفة تربوية منبثقة من فلسفة المجتمع لذلك فهي تعد أداة المجتمع في المحافظة على الأفكار والمثل والقيم والمعتقدات التي يؤمن بها ويحرص على تطبيقها في الحياة خلال تطبيق النظريات والأفكار المتصلة بالحياة في ميدان التربية من اجل تحقيق الأهداف التربوية المرغوب بها.
يقوم كل منهج على فلسفة تربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع، وتتصل بها اتصالاً وثيقا،وتعمل المدرسة على خدمة المجتمع عن طريق صياغة مناهجها وطرائق تدريسها في ضوء فلسفة التربية وفلسفة المجتمع معاً ونقصد بفلسفة المجتمع ذلك الجانب من ثقافة المجتمع المتعلق بالمبادئ والأهداف والمعتقدات التي توجه نشاط كل فرد ، وتمده بالقيم التي ينبغي أن يتخذها مرشداً لسلوكه في الحياة وتهدف فلسفة المجتمع إلى تحقيق فهم أفضل لفكرة الحياة وتكوين المثل الشاملة حولها وحتى يستطيع المجتمع المحافظة على فلسفته ونشرها فلابد له من الاعتماد على فلسفة تربوية خاصة به تكون هي الوسيلة لتحقيق الأفكار والمثل والقيم والمعتقدات التي يؤمن بها ويحرص على تطبيقها في الحياة .
وتعرف فلسفة التربية بأنها تطبيق النظريات والأفكار الفلسفية المتصلة بالحياة في التربية وتنظيمها في منهاج خاص من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرغوب فيها. ولقد ظهرت في ميادين التربية عدة فلسفات كان من أساسها الخبرة التعليمية الناتجة عن التفاعل بين المتعلم والبيئة التي يستطيع أن يستجيب إليها ، ولكل فلسفة رأيها في بناء المنهج التربوي.
ثانيا : الأساس المعرفي
إن أي منهج يسعى إلى تقديم الخبرات التربوية والتعليمية التعلمية التي يهيؤها المجتمع للمتعلمين داخل مؤسساته التعليمية بقصد مساعدتهم على النمو الشامل في جميع جوانب شخصياتهم طبقا لأهداف المجتمع.
لذا كان لابد من الاهتمام بالمعرفة التي تقدم للمتعلمين بصورة محتوى تعليمي تعلمي والتي يتوقف عليها بدرجة كبيرة عملية التعليم والتعلم . ولهذا فان الأساس المعرفي يعد من الأسس المهمة في بناء المنهج فهو مجموعة المعارف والتصورات الفكرية التي تكون ذات طبيعة مباشرة أو غير مباشرة وموضوعية والتي يحصل عليها المتعلم خلال وسائل المعرفة المختلفة مثل الحواس والعقل والحدس والتقاليد الموجودة والوحي والإلهام . وبذلك تكون لدى المتعلم حصيلة من المعلومات تقسم إلى أربعة أقسام :
1- المعارف: وهي تحتل المركز الأول بين عناصر المحتوى ، والمقصود بها - المفاهيم والمصطلحات الأساسية : لا يمكن من دونها فهم أي عنصر من عناصر المعرفة, اذ إنها المفاهيم العلمية التي تساعدنا على فهم قوانين العلم والبرهنة على أفكارنا . - التعميمات ( المبادئ العامة والقوانين الرئيسة ): تكشف العلاقة بين ظواهر العلم الموضوعي وأشيائه المختلفة .
• النظريات والأفكار: تساعد الفرد على تكوين علاقات صحيحة مع العالم المحيط به فالمحتوى لا بد أن يضم المفاهيم والمبادئ والقوانين الأساسية لكل علم من العلوم بالإضافة إلى مصطلحاته وعلاقاته والطرائق الخاصة به.
• النظريات والأفكار: تساعد الفرد على تكوين علاقات صحيحة مع العالم المحيط به فالمحتوى لا بد أن يضم المفاهيم والمبادئ والقوانين الأساسية لكل علم من العلوم بالإضافة إلى مصطلحاته وعلاقاته والطرائق الخاصة به.
2- المهارات العقلية والعملية: المهارات قد تكون عملية أو عقلية وكل مادة تحتاج مهارات وقدرات خاصة ، وبالإضافة إلى المهارات الخاصة لكل مادة ، فهناك مجموعة من المهارات المشتركة بين المواد كالقدرة على استخراج النقاط الهامة ، القدرة على التصنيف ، القدرة على التحليل ، التلخيص ، النقد ، الفهرسة ، وضع المخططات ، استخدام القاموس …إلخ . والدور الأساسي للمنهج هو تزويد المتعلمين بمهارات البحث والاستقصاء ، وبمعنى آخر تزويدهم بأدوات البحث الذاتي كالتحليل ، التركيب ، النقد ، فرض الفروض والبرهنة عليها بشكل ينمي قدراتهم على الإبداع والابتكار ويصبحون قادرين على البحث عن الحقيقة عندما يجدون أنفسهم في حاجة إليها . وهذه المهارات لا تتشكل من خلال الشروح النظرية وإنما من خلال ممارستها ، فالمتعلم يكتسب مهارات البحث والاستقصاء من عمليات النشاط التي يقوم بها.
3- النشاطات : تساعد في البحث عن حل المشكلات الجديدة ، وخصائص النشاط الإبداعي هي :- - أن يستخدم المتعلم المعارف والقدرات التي استوعبها في البحث عن حل لأي مشكلة قد تصادفه. - رؤية قضية جديدة في موقف معروف . - رؤية قضية جديدة ـ للموضوع ـ غير معروفة . - جمع بعض أساليب النشاط المعروفة وتركيبها والخروج منها بأسلوب جديد - رؤية بناء الموضوع كأن يواجه مشكلة ما ، وأن يدرك جميع عناصر هذه المشكلة والترابط الموجود بين هذه العناصر سواء كان جوهرياً أم لا. - التفكير الانتقائي أي رؤية الحلول الممكنة لمشكلة معينه أو رؤية وسائل الحل المختلفة أو إيجاد البراهين المتباينة أي الرؤية المتعددة الجوانب للمشكلة
ثالثا: الأساس الاجتماعي
يعد الأساس الاجتماعي للمنهج المدرسي من الأسس المهمة في بناء المنهج لانه يمثل محتوى العملية التعليمية و أداة المجتمع في تحقيق أماله وحل مشكلاته عن طريق البناء السليم للنشئ الجديد فالأسس الاجتماعية هي القوى الاجتماعية المؤثرة في وضع المنهج وتنفيذه والتي تتمثل في التراث الثقافي للمجتمع والقيم والمبادئ التي تسوده والمشكلات التي يهدف إلى حلها والأهداف التي يحرص على تحقيقها.
وبما أن الإنسان هو كائن حي اجتماعي يعيش ضمن المجتمع منذ ولادته حتى وفاته فهو لابد أن يكون عضوا متأثرا ومؤثرا بكل ما يحيط به من عوامل ( طبيعية أو بشرية ) مثل النبات والحيوان والبيئة المحيطة، والعادات والتقاليد والقيم المختلفة الموجودة في المجتمع .
ومن العوامل التي تؤثر في المجتمع الثقافة، التي هي مجموعة من العناصر أو المكونات لكل منها وظيفة ومكانة وبينها علاقات تبادلية وأي تأثير على أحد هذه المكونات أو العناصر ينتقل إلى بقيتها.
التغير الثقافي
أن التغير الثقافي لا يتم بسرعة واحدة في جميع جوانب الثقافة إذ ان تغيير الجوانب المادية يكون بسرعة اكبر من الجوانب غير المادية وبما أن عناصر الثقافة تتفاعل تفاعلا عضويا مستمرا لهذا فان ما يحدث من تغير في جانب يؤدي إلى تغيرات في جوانب أخرى.
لذا إن كل تغيير يصحبه اضطراب ثقافي يحدث نتيجة الدعوة لبناء قيم جديدة وهدم قيم قديمة وما قد يترتب من ذلك أن الكثيرين يتعلقون بالماضي وقيمه واتجاهاته ومثله و آخرين ينحرف بهم الطريق عن فهم القيم الجديدة وغيرهم يجري وراء الجديد أيمانا منه أو دون أيمان أو دون أدراك . هذا كله له انعكاساته على المنهج الذي يكون دوره هو :
1-المحافظة على التراث الثقافي بما يساعد على التماسك الاجتماعي… الخ .
2-النقد والتقويم والتطوير لهذا التراث الثقافي في ضوء ظروف حالية أو مستقبلية محتملة.
فالمنهج يساعد على إكساب المتعلمين ثقافة متماسكة متكاملة حتى يسيطر على المجتمع نمط ثقافي بشكل وحدة ثقافية متكاملة بين أفراد المجتمع وإلا فان المنهج يكون عاملا من عوامل تخلف المجتمع .
رابعا : الأساس النفسي
الأساس النفسي للمنهج يعبر عنه بالمبادئ النفسية التي توصلت إليها دراسات وبحوث علم النفس حول طبيعة المتعلم وخصائص نموه واحتياجاته وميوله وقدراته واستعداداته وحول طبيعة عملية التعلم التي يجب مراعاتها عند وضع المنهج وتنفيذه .
وتأسيسا على ذلك فان الأساس النفسي هو أحد متطلبات بناء المنهج والذي تشتق منه الأهداف العامة والذي يسعى المنهج إلى تحقيقها، كما أن المناهج التربوية الحديثة لا تركز على المعرفة فحسب و إنما تراعى أيضا قدرات المتعلمين وحاجاتهم وميولهم ومشكلاتهم ومستوى نضجهم مع مراعاة الفروق الفردية بينهم.
وبما أن المتعلم الذي يأتي إلى المدرسة يأتي ككل ( جسمي وعقلي ووجداني ونفسحركي ) لهذا يمكن تحليله إلى أربعة عناصر للنمو جسمية وعقلية وعاطفية واجتماعية فالعمل على بناء العادات الصحية السليمة للمتعلم وتأكيد أهمية العقل والتعلم عن طريق حل المشكلات والعمل الجماعي في ظل احترام متبادل وإيجابية ونكران الذات وفهم طبيعة المتعلم ومتطلبات نموه.
وان النمو المتوازن في الجوانب ( جسمي وعقلي ووجداني ونفسحركي ) يساعد على التكيف الانفعالي الضروري للصحة العقلية وبناء شخصية المتعلم في جميع جوانبه والتي يسعى المنهج عن طريق المدرسة إلى تحقيقها لخدمة الفرد والمجتمع وعلى العموم فان الجانب الجسمي والاجتماعي والعاطفي والعقلي وضعت معاً في نظريات السلوك لأنها تشرح لماذا وكيف يتصرف الفرد ومدى نضجه واستعداداته للتعلم مع مراعاة الفروق الفردية والتي يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار عند بناء المنهج لأنها تقدم التوضيحات التي تبين اوجه الشبه والاختلاف بين الأفراد وبما أن الأفراد يتميزون بالنمو السريع، ولكل مرحلة من مراحل النمو خصائص وسمات .